السلم والتعايش بمنطقة المحبس بين مكونات متنوعة قبليا و سياسيا سر حل الأزمة، الجزء الأخير

الساقية نيوز

16 ماي 2018 - 06:50

بعد انجاز  هذه السلسلة من الاجزاء التي تحدى طاقم الساقية نيوز  شح  المعطيات وصعوبة الوصول  الى وثائق  التي ستساعدنا في معرفة المزيد من التاريخ السياسي لمنطقة المحبس  قبل وبعد الاستعمار الاسباني  ، رغم ندرة  ما هو مكتوب حول هذه المنطقة، إلا أننا استطعنا جاهدين، جعل هذه الاجزاء من التاريخ  السياسي والقبلي والتقطيع  الانتخابي، وثيقة  اعلامية  نقدمها الى الباحثين  والمهتمين بهذا المجال الذي يحمل في جغرافيته  بعدا جيو-سياسي للمنطقة المغاربية ككل . 

فبعد  تخصيصنا  لهذه الاجزاء ان  نجعل القارئ ان يعرف  التاريخ السياسي  بشكل موضوعي بعيدا عن اي مزايدات او تأويلات  كيفما كان نوعها . 

قبل  اسدال الستار عن  الاجزاء الاربعة  لمنطقة المحبس لابد لنا من اعطاء مخرجات  مستقبلية للخروج من هذه الازمة التي في كل مرة تشتد بين مكونات قبائل  الصحراء تحركها  نزعة  مقيتة  من الجانبين  لاتريد ان يدوم  التعايش والسلم الاجتماعي الذي يمتاز به اهل  الصحراء ، فالمسؤول الاساسي في ارساء دعائم  متينة لسلم الاجتماعي والتعايش القبلي بين مكونات جميع قبائل الصحراء المغربية هم  ممثلي صاحب جلالة الملك من وولاة وعمال في ضبط هذه التوازنات وايقاف سوء الظن في كل اشكال مناورات السياسيين التي لاتخدم القضية الوطنية وتعطي فرصة لتشتيت جهود الدولة والمواطنين الغيورين على وطنهم  . 

لدى نرى  بأن جماعة المحبس كبؤرة لتوتر علاجها معتمد على ممثلي صاحب الجلالة  بربوع الاقاليم الجنوبية وخاصة اقليم  اساالزاك  واقليم  السمارة وكذا السلطات المركزية في الاختيار ما بين الامرين  لحسم هذه المسألة :  

اولا:التعايش بشكل قانوني واداري بعيدا عن التوزانات القبلية (تشطيب  على اسماء الناخبين المسجلين والغير المقيمين بالنفوذ الترابي للجماعات "المظليين")،و الاقتصار  في تسجيل الناخبين على من هم مقيمين فعليا بالنفوذ الترابي لكل جماعة بغض النظر عن انتماءاتهم القبلية . 

ثانيا: اعادة  جماعة المحبس الى مكونها الاصلي  اسوة بباقي الجماعات التي أفلحت الدولة في ظبطها منذ سنة 1992 الى لان . 

ثالثا: القطع  مع سياسة الريع  وتبؤ المناصب من اجل الاغتناء واستثمار الاموال الطائلة في المجال السياسي، الشيء الذي يولد نهبا للمال العام  ويغذي النعرات القبلية ويهدد السلم الاجتماعي ويمس بوحدة الصف الداخلي للمجتمع  بالصحراء في وجه ما يعانيه من اطماع  خارجية تمس بمقدساته  وعلى رأسها الوحدة الترابية . 

رابعا: يمكن للدولة تلطيف الاجواء بين مكونات القبائل  من خلال  توزيع   الامتيازات بالمحبس اسوة بباقي الجماعات بالاقليم كرخص الدقيق المدعم  طبعا بعد تحيين اللوائح  الانتخابية للمقيمين الاصليين . 

نتمنى  ان نكون قد اسهمنا ولو بقليل في  تقريب القارئ من تاريخ  سياسي وقبلي  وجغرافي لمنطقة المحبس  بسبب  الاستفزازات الاخيرة لجبهة البوليساريو بمنطقة المحبس، و تشخيص الوضع منذ بدايته  حتى  نخرج  بمخرجات  قوامها  السلم  والتعايش الذي تتمتع به  بلادنا .

الجزء الأول: منطقة المحبس ملف جديد قديم في قضية الصحراء

الجزء الثاني: المحبس تاريخ التقسيم السياسي الإنتخابي و السلم الإجتماعي بين المكونات القبلية الجزء الثاني

الجزء الثالث: الصراع السياسي بسبب التقسيم الانتخابي بالمحبس : تاريخ التوتر السياسي و القبلي: الجزء الثالث