ساعة 24
كاريكاتير وصورة
الأكورة
قيم هذا المقال
محمد فاضل عبيدا.. قصة عاشق للصورة حفر اسمه بجهة كلميم بلغة العدسة
كلميم – يمارس شغفه بالكاميرا وآلة التصوير كطقس يومي، لا تفارقه هذه الآلات، التي تربطه بها علاقة عشق، عدسته شاهدة، منذ ما يزيد عن أربعة عقود سواء مع عمالة كلميم أو مع القناة الأولى أو قناة العيون الجهوية ، على أحداث وفعاليات، وشخوص مرت، ذات يوم من هنا.. بكلميم.
ولدت قصة العشق الأولى مع آلة التصوير التقليدية، التي جرته فيما بعد، ومع مرور السنين ومع التطور التقني، الى عوالم أخرى وتقنيات جديدة بعوالمها الجذابة وأسرارها، إلا أن حب محمد فاضل عبيدا يظل للحبيب الأول.. آلة التصوير هي المبتدئ والمنتهى، هي رفيقته وعينه التي يسجل بها ويروي بها.
امتهن عبيدا ، وهو الآن في منتصف عقده السادس وابن قرية فاصك ضواحي كلميم، التصوير الفوتوغرافي والصحافي منذ ريعان شبابه. يتذكر اليوم ، وبكثير من النوستالجيا، بداياته الأولى مع التصوير الفيلمي وكاسيت الفيديو.
يحكي في دردشة مع وكالة المغرب العربي للأنباء عن البدايات، وكيف سكنه عشق التصوير بعد عودته من المسيرة الخضراء سنة 1975 وهو شاب يافع، ساعيا الى تعلم أبجديات هذه “المهنة” التي فك معه أسرارها مراسل للتلفزة الوطنية في الجنوب، آنذاك، انطلاقا من مدينة طانطان.
وتشاء الصدف، أو ربما القدر، أن يفتتح محلا خاصا به في مدينة كلميم تحت اسم “استوديو الجنوب للتصوير، ليخط أولى خطواته في هذا المجال، وهو الذي انتزع اعتراف كل زملائه بالجهة بل وحتى على الصعيد الوطني بتكريمه في لقاءات عدة آخرها التكريم الذي حظي به من قبل النقابة الوطنية للصحافة المغربية بمناسبة اليوم الوطني للإعلام نونبر الماضي بالرباط.
ويلج الحاج عبيدا ، كما يعرف بالجهة، عوالم أخرى وفضاءات لم يكن يتوقع يوما أن يلجها ، و بالصدفة أيضا، ليمهر اسمه على أول حدث مهم كمصور شاب، حينها، ويوثقه وهو حفل تنصيب أول عامل على إقليم كلميم سنة 1979.
يواصل الحديث ” كنا نصور نهارا ونشتغل ليلا على تحميض الأفلام”، وذلك بغرض إتاحة الصور للزبناء صباحا، يقول عبيدا، الذي يعود من جديد للحديث عن عقد الثمانينات وعمله ب “استوديو الجنوب” وكيف كان يتنقل مرة كل أسبوع الى مدينة أكادير لتحميض الأفلام واستخراج الصور.
يقوم هذا المصور آنذاك برحلاته المكوكية أثناء اشتغاله مع التلفزيون الوطني لتوصيل كاسيت الفيديو الى مقر القناة الأولى بالرباط عبر الحافلة، كما يستعين بعد ذلك بشبكة الارسال الخاصة بالإذاعة الوطنية بمدينة أكادير ، لإرسال مواد الفيديو التي يصورها لنشرات الاخبار الى الرباط.
وهنا تحدث عن بعض الاكراهات التي كانت تواجهه منها التقلبات المناخية وفترة الثلوج التي كانت تصعب فيها مهمة الإرسال.
سنة 1986 سيعمل عبيدا موظفا مكلفا بالتصوير وتوثيق أنشطة وفعاليات عمالة إقليم كلميم وبعدها بخمسة سنوات سيشتغل مصورا صحفيا للقناة الأولى خاصا بالأخبار الجهوية ، لينضم لاحقا بقناة العيون الجهوية مصورا صحفيا لها بعد انطلاقها سنة 2004 حتى احالته على التقاعد.
ولم يفت الحاج عبيدا أن يذكر ببعض من التكوينات التي أغنت تجربته الذاتية في مجال التصوير ، منها التكوين على استعمال الكاميرا التلفزيونية وتصوير برامج الأخبار سنة 1989 في الرباط. وتدريبا مماثلا في تصوير ربورتاجات الأخبار سنة 2004 بقناة العيون الجهوية.
ويسترسل شريط الذكريات مع الحاج عبيدا، ليحكي عن الحدث الأبرز الذي صوره ووثقه سنة 1985 والمتمثل في زيارة المغفور له الملك الحسن الثاني لمدينة كلميم، حاكيا بكثير من الفخر مشاركته ضمن فريق التغطية الصحفية لهذه الزيارة الملكية لهذه الربوع .
وستتاح له نفس الفرصة سنة 1991 اثناء زيارة المغفور له الحسن الثاني لإقليم أسا الزاك بمناسبة إحداث عمالة الإقليم ، مؤكدا أن خزانته تحتفظ بعشرات الصور التي توثق للزيارات الملكية لبوابة الصحراء.
ووثق عبيدا، بفضل حسه الصحفي المبكر وشغفه بالمهنة، الفيضانات الكبيرة التي تضرر منها إقليم كلميم سنة 1985.
كما برز اسم الحاج عبيدا خلال تغطية الحدث المأساوي لتحطم طائرة عسكرية بكلميم سنة 2011، وبثث المواد والصور التي التقطها في وسائل اعلام دولية بعد بثها في القنوات الوطنية.
ويأخد الحديث مجرى آخر مع عبيدا، بالحديث عن التقاعد، ليقول بأنه ليس نهاية مشوار مهني بل تجديد لشغف مستمر وفصل آخر من فصول عشق الكاميرا وصناعة الصورة الصحافية،.
وبالفعل، يتأكد هذا بحضور فاضل عبيدا حاضر، يوميا، في مختلف الفعاليات السياسية والثقافية والرياضية والجمعوية بجهة كلميم واد نون.
يقول في ذات الدردشة، إن الصورة “بالنسبة لي ليست مجرد كبسة زر، بل هي قصة تروى للناس، يجب التعامل معها بكثير من الحرفية والاتقان والصدق والمسؤولية”.
وفي هذا الإطار، ينصح عبيدا الجيل الجديد الشغوف بالصورة ب ”التفرغ أولا للقراءة والتعلم والتخصص في هذا المجال، على اعتبار أنه علم يدرس ومهنة لها قواعدها وضوابطها ولا مجال للتطفل عليها بدون التسلح بالعلم والخبرة”.
محمد فاضل عبيدا اسم منقوش بلغة العدسة في سجل حافل من الأحداث بجهة كلميم واد نون، وحافظ لأرشيف بصري وفوتوغرافي ضخم يستعد الرجل مستقبلا لتوثيقه في كتاب ينقل فيه زبدة تجربته المهنية الى الأجيال القادمة.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع
تعليقات الزوّار (0)
أضف تعليقك