كاريكاتير وصورة

النشرة البريدية

الكلمات الدليلية:

لا يوجد كلمات دليلية لهذا الموضوع

قيم هذا المقال

0
الرئيسية | طـــــݣ فالـــــرݣ | الثورة العالمية الأولى

الثورة العالمية الأولى

 

الساقية نيوز . حاميد لخريف

 

lakhrifhamid@gmail.com

إن كان العالم قد احترق إبان الحربين العالميتين الاولى و الثانية فإنه هذه المرة يحترق بأداة أخرى جديدة هي الثورات التي قيل عنها في البداية إنها ثورات عربية كان في طليعتها ثورة الياسمين بتونس، التي أطاحت بالرئيس بنعلي لتنتقل الشرارة إلى كل من مصر و ليبيا و سوريا و اليمن و البحرين و ... مع محاولات أخرى في كل من السعودية و الأردن و المغرب و الجزائر و سلطنة عمان ...

لكن الملاحظ هو ان الثورات و خروج الناس للتظاهر لم ينحصر فقط في الحدود العربية بل انتقلت شرارتها إلى دول أوروبية أمريكية و كذا دول إفريقيا جنوب الصحراء مثل ما يحصل حاليا في بوركينا فاصو.

إذن و الحالة هذه ألا يحق لنا أن نسمي الظاهرة بالكونية و نجزم ببروز أول ثورة عالمية احتجاجية شهد العالم بأسره خلالها خروج الملايين للإحتجاج على الحكومات نتيجة السياسات الإجتماعية التفقيرية للطبقات الفقيرة ؟

و التي من خلالها و على ضوئها برزت نجومية بعض الميادين و الشوارع كشارع بوركيبة بتونس و ميدان التحرير بمصر و ساحة التغيير باليمن و دوار اللؤلؤة بالبحرين وول ستريت بأمريكا و حدائق التقسيم بتوركيا و ... إضافة إلى كون عنصر الفئة الشابة عان هو العنصر الأكثر بروزا خلال هذه الثورات بل و تولى زمام المبادرة و القيادة و التوجيه و السيطرة و التفاوض و الإبداع و الاستشهاد (أغلب الشهداء المصريين من الشباب على سبيل المثال).

ثورات الشباب هذه لم تقتصر على قارة دون اخرى و لا على عرق دون اخر، و لذلك هي تستحق أن تسمى بالثورة العالمية الأولى، و هي ثورى تحاول في كثير من الاحيان قوات مكافحة الشغب الحيلولة دون خروجها عن السيطرة و زحزحة المعتصمين عن ميادين الإعتصام.

إضافة إلى كون تسمية هذه الثورة مع بدايتها الأولى بالربيع العربي أمرا أراه خاطئا و متسرعا و مقزما لحراك شعبي عالمي لم تسلم منه إلى القليل من زوايا هذا العالم، و طال جل بقاع العالم حتى شوارع العواصم الأكثر أناقة و رقيا مثل بريطانيا و وولستريت.

كما ان سقوط الشاب الفرنسي ريمي فريس قتيلا على أيدي القوات الدرك الفرنسي و هو يدافع مع رفاقه حماة البيئة عن بعض الكائنات البيئية التي يعتبر بناء سد في منطقة سيفينس  بمثابة تهديد لها، قد يؤدي إلى خروج الشباب الفرنسي للتظاهر في العديد من الميادين و الشوارع الفرنسية.

قد يجادل أحدهم بأن العالم عرف عدة ثورات قبل ما يعرفه حاليا مثل الثورة الأوربية عام 1848 و التي أطاحت انذاك بالعديد من الأنظمة. لكن ما يميز هذه الثورة هو كونها لم تبرح الديار الاوروبية و لم تتجاوز عواصمها كما حدث في باريس و فيينا و بودابست و برلين و ميلان.

 

و إذا كنا نعلم أن الثورة هي الهامش الذي تتصارع فيه الطبقات من أجل الإستيلاء على السلطة، فإن ثورتنا العالمية هذه قد يكون استغلها العسكر بباركماتية عالية لإحكام السيطرة و في العديد من البلدان كان أخرها بوركينافاصو، أما في البلدان التي حكمت منطق صناديق الإقتراع فإنها جاءت تحت عباءتها بالإسلاميين للحكم، و هو ما عجل بحرق أوراقهم التي كانت تفتقر إلى رؤية استراتيجية للحكم إبان السنوات العجاف.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع

الإشتراك في تعليقات نظام RSS تعليقات الزوّار (0)

المجموع: | عرض:

أضف تعليقك