ساعة 24
كاريكاتير وصورة
الأكورة
قيم هذا المقال
خَــيَّــكْ كْــمْـــبَـــانَــة

لم يتمالك وزير الشباب و الرياضة نفسه و هو يزور معتصم معطلي أسا فانخرط مع الجميع في أمسية بكاء جماعي سال من خلالها الكثير و الكثير من الدمع، و تخللتها لحظات أهات نحتتها نفوس من تحدثوا إلى الوزير بالشكوى... و السلوى... ألف أفعى..
الساقية نيوز . حاميد لخريف
lakhrifhamid@gmail.com
لم يتمالك وزير الشباب و الرياضة نفسه و هو يزور معتصم معطلي أسا فانخرط مع الجميع في أمسية بكاء جماعي سال من خلالها الكثير و الكثير من الدمع، و تخللتها لحظات أهات نحتتها نفوس من تحدثوا إلى الوزير بالشكوى... و السلوى... ألف أفعى... راسمين صور من ضاعوا أو ضيِّعوا في سنة اسمها الحصار الكبير لبنكيران... الذي يعلن في الشعار "محاربة فساد" و ترشيد نفقات الدولة و ينفد في المضمون تجويع الضائعين من أبناء هوامش وطن.
و يبدوا أن السياق لم يدركه بعض الساهرين على تدبير شؤون الإقليم إلا بشكل جد متأخر حين زار بعض منتخبيه مدينة الرباط بعد أن أحرجهم الوزير باقترابه من شريحة اعتادوا عدم الاقتراب منها إلا لنفخ أرصدتهم من الأصوات الانتخابية، أو "ليزدادوا كيل بعير"...و كانت الصدمة قوية حينما اكتشفوا أنهم ليسوا بالنخبة السياسية القوية القادرة على فتح الأبواب الموصدة بالرباط أو تليين مواقف أو حلحلة إكراهات خصوصا و أن كل من تحدثوا إليه " غَلَّقَ الأبواب" و قال لهم " العَامْ رَاهُو عَامْ شْدَّة" "فلا كيل لكم عندي"...
عامل الإقليم بدوره أغرقه التفكير منذ توليه على رأس هرم السلطة للإقليم... لكن جل تفكيره هو في كيفية تطوير أرصدته و قطعان إبله، ما دام الإقليم لا يصلح بالنسبة إليه إلا لتربية قطعان الإبل... أما البنية التحتية للإقليم، فقد شمر لها عن ساعده "بعشرة في المائة"... و هكذا طفت على السطح الكثير من الظواهر المغشوشة على حساب البنية التحتية للإقليم و على حساب الضائعين من أبناء الإقليم...
و الغريب في الأمر أن المدينة خرجت لتوها من احتفالاتها السنوية بعيد المولد النبوي الشريف و هي احتفالات حاول مهندسوها الترويج لِ أسا كمدينة " مَا خَاصْهَا خَيرْ" فقد مددت كل مكونات الطيف المتواطئ أقدامهم و هم يستمعون إلى الفنانة الموريتانية "كْمْبَـــانَــة" التي يتم استقدامها مقابل الملايين و كثير من الود، لا لشيء إلا لأن أصحاب القرار في الشأن المحلي هم "بِيظَانْ حَتَّ" و يعشقون هذه الفنانة و بالتالي لا بأس من إحضارها لإقامة سهرة خاصة في إقامة عامل الإقليم و كل شيء على حساب أبناء الشعب.
تطلق " كْمْبَـــانَــة" العنان لحنجرتها و أمامها "الساهرون" على الشأن المحلي و هم يرددون "خَيَّــكْ كْمْبَـــانَــة".
و ما بين أمسية "كْمْبَـــانَــة" و أمسية البكاء الجماعي مع الوزير مسافة تيه و ضياع، ضياع جماعي لسكان مدينة تولى شؤونها أشخاص يعشقون السهر مع "كْمْبَـــانَــة" أكثر من عشقهم للسهر على حل مشاكل الساكنة من أبناء الإقليم و الذي يحتاج إلى التفكير في استثمار ثرواته الطبيعية كجبال الرخام و الرمال و الطاقة الشمسية و الثروات الحيوانية و استصلاح الأراضي خاصة على ضفاف نهر وادي درعة و إعادة فتح ملف سد التويزݣي و فتح محاور طرقية كمحور أسا-السمارة و فتح مستقبل يعيد الأمل إلى أبناء مدينة تحتاج إلى من ينصت إليها لعله يدرك نغماتها ليقول لها "خَيَّــكْ أســـا"
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع
أضف تعليقك