كاريكاتير وصورة

النشرة البريدية

الكلمات الدليلية:

لا يوجد كلمات دليلية لهذا الموضوع

منطق الصور

 الساقية نيوز .  حاميد لخريف

 

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي التي وفرتها الشبكة العنكبوتية فضاءات فعالة، فالمواقع الإلكترونية، و التويتر و الفيسبوك أصبحت تمنحنا فضاءات أكبر للتعبير، و مجال حرية أرحب و أوسع من ذلك الذي باتت توفرها الدكاكين الحزبية و النقابية، بل إنها أصبحت مؤثرة في القرار السياسي، و توجيه الرأي العام، سواء الدولي أو الوطني الشئ الذي أصبح يحرج العديد من الحكومات التي لم تُعد نفسها لترقى إلى مستوى نبض مواطنيها الاجتماعي و الاقتصادي و السياسي، و بالتالي أصبحت أبسط الخرجات غير المسؤولة لمسؤول معين مهما كان نوعه يمكن تلقفها بين المواقع الإلكترونية و قد تصبح موضوعا لدى الرأي العام

 

و إذا علمنا أن الصورة تساوي ألف كلمة، فإن بعض الصور مثل كشف رجال الجيش المصري عن صدر امرأة كانت تشارك في الاحتجاجات، وتعرية رجال الأمن المصريين كذلك لشاب و تجريده من كامل ملابسه على مقربة من قصر الرئاسة المصرية، لأمر بات يقلق الضمير الأمني للأشقاء المصريين.

 

و هاتين الصورتين لم يكن لهما أن تعرفا انتشارا واسعا لولا المواقع الإلكترونية، و نوافذ التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية.

 

و لعل الرئيس أوباما لم يفته الأمر فما كان منه إلا أن يصنع لنفسه صورة مقبولة  لدى الشعب الأمريكي قبيل الانتخابات الأمريكية الأخيرة، حينما زار أحد أرباب المطاعم و تبادل معه أطراف الحديث بطريقة مرحة و بسيطة، مما حدى بصاحب المطعم إلى حمل أوباما بين أحضانه  و خضه في الهواء ثم إعادته إلى الأرض و قد ربح هذا الأخير الآلاف من قلوب الأمريكيين  بهذه الصورة، بعد أن كان الشعب الأمريكي يخجل من الصور التي تسربت عن أشكال التنكيل بالسجناء العراقيين بسجن أبو غريب و صور الجنود الأمريكيين و هم يتبولون على جثث المجاهدين الأفغانيين.

 

 و ما دامت الصورة هي تمثل بصري ذهني لواقع معين فإن الصورة التي قدمها بعض طلبة كلية العلوم الشرعية بالسمارة عن أنفسهم و هم يجتازون أول امتحان في تاريخ كليتهم لينضاف إلى الصور المخجلة، التي لا تقل إيلاما عن باقي الصور السابقة .

 

 

حيث سجل على رؤوس الاشهاد و أمام الجميع، جمع من الأشخاص في عدة مواقع أمام مبنى الكلية، يستعملون الهواتف النقالة، لإملاء مضامين الدروس على بعض الطلبة داخل قاعات الإمتحان، كما سجل كذلك أن البعض لجأ إلى إثارة الفوضى و البلبلة داخل قاعات الإمتحانات من أجل الغش في الإمتحان بأسلوب بلطجي و دفع الأساتذة المكلفين بالحراسة إلى الإستسلام للأمر الواقع و غض الطرف عن هكذا سلوكات دون تحريك ساكن، فالصورة هنا تكون أشد إيلاما إذا علمنا أن هؤلاء الطلبة يدرسون مادة العلوم الشرعية، أي شريعة الله في أرضه، فهل ينص أي دستور من الدساتير السماوية على الغش، و الأساليب الملتوية للوصول إلى نتيجة كان يفترض من طالب مسؤول أن يصل إليها بالكد و الجد و البحث المتواصل دون تكريس واقع مغشوش  حتى في المجال المعرفي و الأكاديمي لكلية لا زالت تتلمس طريقها للإشعاع و التنوير و العلم و المعرفة في المجال الترابي للعاصمة العلمية للأقاليم الصحراوية، و هو مجال شرفته إحدى الأمهات المتقدمات في السن مؤخرا بختمها للقران الكريم مقدمة الصورة التي كان ينبغي لأي طالب من كلية العلوم الشرعية أن يكون داخل إطارها لأنها هي الأم و هي الصورة.