الساقية نيوز /

21 أكتوبر 2015 - 22:03

صارعت مراراً رغبتي في عدم الكتابة بالرغم من أنها حرفتي التي أتقن بامتياز ليس ذلك هروبا من الكلمة التي طالما روضتها على الورق وداعبتها بعنف أحياناً و بلطف أحيانا أخرى ، ولكن تجنبا لكتابة تتقمص ردود أفعال طائشة ، لكن حين يبلغ الأمر حد التشكيك في النوايا حتى قبل أن تظهر وفي الأعمال حتى قبل أن تبدأ فهذا ما يجب الوقوف عنده للتوضيح لأن ما نملك حقيقة في الحياة هما الشرف و الكرامة وهم عملتان غير قابلتان للصرف ولا للبيع في عرفي منذ جئت إلى الحياة..

 للمثقف خياراته و للسياسي ضروراته و حين نحني للعاصفة حتى تمر لا يعني أننا نطبع مع العاصفة بل فقط نتفاداها حتى نستعد لمواجهتها...

ما حصل يوم الاثنين ليس مبرراً لكل هذا التشكيك في الذمم ولا الحكم على النوايا حتى قبل أن تبدأ ، ما حصل كان بحكم الواقع الذي فرضته ظروف غياب عدد من الأعضاء المنتمين للأغلبية وهو ما سيجعلنا نفقد جل اللجان المهمة (المالية و إعداد التراب) لذا التجئنا للتصويت و السياسية هي ممارسة فن الممكن ، و الممكن آنذاك هو التوافق المرحلي من أجل كسب رهان اللحظة التي وجدنا فيها ، و محاسبتنا يجب أن تكون عند تقديم الحساب عند الاشتغال ضد مصلحة الجهة و ساكنتها، عند عدم الوفاء بالوعود ، عند ظهور علامات الغنى الفاحش عند و عند...

أما بناء التحالفات و التوافقات فهذه أمور سياسية تقتضيها اللحظة التي نوجد فيها و ليس فيها أكثر من وجه ولا يمكن تحميلها أكبر مما تتحمل، ومن يشكك عليه أن يعود لأطوار الجلسة و للمداخلات و التصريحات التي أدلينا بها في خضم النقاش ...

الشائعات تقتل الحقيقة و للأسف ليست مهمتي أن أدافع عن نفسي كل مرة، جئنا من أجل العمل للمصلحة العامة للجهة وفق برنامج واضح و صريح نحاسب عليه ولم آت لأخوض في حرب الشائعات ولا لمطاردة الساحرات ولا للتطبيع مع الفساد أي كان مصدره وقوته إيمانا منا أن قيمة الإنسان تنبع من نقاء ضميره و من خوفه على شرفه و حرصه على سمعته و هذا هو رأسمالنا الذي جئنا به من الجامعة و سنعود به إن شاء الله مهما كانت الصعوبات و التضحيات ، لم نأتي لبلدنا لنفسد فيه و لا لنراكم الثروة ،جئنا بنوايا خالصة للعمل الجاد مع الجميع ومن أجل الجميع ...

وعند نهاية المدة مستعدون للمحاسبة القاسية و للنقد البناء الذي نتمنى أن يصاحبنا طيلة هذه المدة...

مع الشكر و التقدير

توقيع عبد الرحيم بن بوعيدة