ساعة 24
كاريكاتير وصورة
الأكورة
قيم هذا المقال
الوكالة الحضرية بكلميم نحو مسار التخطيط المتجدد والحكامة الملائمة
أعطى النموذج التنموي الجديد للمملكة اهتماما للتنمية الحضرية المستدامة التي تهدف إلى وضع المغرب ضمن الثلث الأول من البلدان، في التصنيفات العالمية المختلفة بحلول العام 2035.
ولهذه الغاية، تم وضع العديد من الآليات من أجل النجاح في الانتقال التدريجي للمدن المغربية نحو الاستدامة. حيث إنجازالعديد من المشاريع الهيكلية الكفيلة بالانتقال للتنمية الحضرية المتكاملة ذات الطبيعة الشاملة، مما يسمح بتجميع ومزامنة الإجراءات التي تم تنفيذها، وهي إجراءات تركز بشكل خاص على تحديث البنيات التحتية، وتحسين النقل والاتصال، وسبل العيش.
و في هذا السياق أصبحت كلميم وانون كجهة ذات موقع استراتيجي وإمكانيات عالية مقارنة ببقاي جهات المملكة أمام تحدي مسايرة وتجويد مجال السكنى و التعمير، وهو من أهم الرهانات الذي تراهن عليه ساكنة الجهة و تعول بشكل أساسي على الوكالة الحضرية بجهة كلميم وادنون الوصية على القطاع، بكفاءاتها وخبراتها، سواء على مستوى التدبير أو على مستوى المواكبة والتتبع و الإشراف على القطاع.
و بالعودة إلى المستوى الثاني من تدخلات هذه المؤسسة، والذي يتعلق بالاستراتيجيات القطاعية التي تم تنفيذها بهدف تحقيق نقلة نوعية في عدة مجالات (الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة والاستراتيجية الوطنية للطاقة والاستراتيجية الوطنية الرقمية)، وهو ما يشكل للمؤسسة ككل أبرز تحد يستزم التواصل و التنسيق الدائم مع مختلف القطاعات المتدخلة و الفاعلين المعنيين بهذه المجالات، بهدف تجويد التدخلات و ضمان تحقيق الأهداف الكبرى للنموذج التنموي الجديد.
و هنا لا بد من الإشارة للدور الكبير و الأساسي للتخطيط الحضري المرن والمبتكر في تعزيز تنفيذ أهداف التنمية المستدامة في إطار النموذج التنموي الجديد للمملكة، حيث أصبح يمتلك المغرب تخطيطا استراتيجيا لمستقبل مدنه في أفق 2045، كما يعمل على النجاح في الانتقال التدريجي للمدن المغربية نحو الاستدامة، حيث تعتمد الوكالة الحضرية بكلميم العديد من المقاربات النموذجية من حيث التخطيط الحضري ، بهدف تسريع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، و على رأسها اشراك كل الفاعلين و المتدخلين و التواصل الدائم الفعال والنشيط بهدف ضمان تنزيل مقاربة تشاركية والتأسيس لرؤية مجتمعية نموذجية تراعي خصوصيات المنطقة.
ومما لاشك فيه أن الدولة و على رأسها الوكالة الحضرية الوصية على القطاع بالجهة بذلت مجهودات كبيرة السنوات الأخيرة، ما مكّن من تحقيق مكتسبات هامة تتجسد في ترسانة حضرية متوازنة نوعا ما، وأدوات للتعمير سمحت بتطوير مجالات التعمير و السكنى، فضلا عن مواكبة التوسعات العمرانية بمدن الجهة و على رأسها مدينة كلميم ولعل تناسل الوداديات و التجمعات السكنية و مشاريع السكن الاقتصادي و التجزئات السكنية المتكاثرة بشكل مستمر بالمدينة أكبر دليل على ذلك.
لكن بالرغم من كل ذلك، فإن مجالاتنا الترابية مدعوة إلى رفع مجموعة من التحديات، من حيث الجاذبية والتنافسية وإنعاش الاستثمار والحكامة الملائمة والازدهار الاجتماعي والاقتصادي، وتنمية المجال القروي والتخفيف من التفاوتات وتدعيم المرونة واستدامة المجالات الترابية، وكذلك من حيث توفير العروض المتنوعة والملائمة في مجال السكن وإعادة تثمين التراث والرفع من الجودة الهندسية.
ولتجاوز مختلف هذه المعيقات، يتعين اليوم تدشين مرحلة جديدة عنوانها التغيير والقطيعة مع الماضي، من أجل إعطاء مجال التعمير نفسا جديدا ودينامية أكثر للسكن وتدعيم التنمية الحضرية، من خلال تبني رؤية مندمجة ومشتركة مع مختلف الفاعلين في المجال، والتي تتعلق ب"التخطيط المتجدد والحكامة الملائمة''، التي تأخذ بعين الاعتبار مختلف المستويات والخصوصيات والإصلاحات الترابية، وهو ما تعمل على تنزيله بشكل فعال الوكالة الحضرية بجهة كلميم وادنون، ومن شأن ذلك أن يساهم بقوة في النهوض بالابتكار والالتقائية والتجانس بين مختلف المتدخلين العموميين.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع
تعليقات الزوّار (0)
أضف تعليقك