ساعة 24
كاريكاتير وصورة
الأكورة
قيم هذا المقال
أموال فرنسية تشق طريقها نحو الاستثمار في "عاصمة الصحراء"
لم يكن الملتقى المغربي الفرنسي للأعمال، الذي احتضنته مدينة العيون، كبرى حواضر الصحراء، نهاية الأسبوع الجاري، ليمر دون أن يلتفت إلى الإمكانات المتعددة، التي تتيحها جهة العيون الساقية الحمراء في سوق الاستثمارات الدولية والإقليمية، وهو ما دفع رجال أعمال فرنسيين ومغاربة إلى توقيع اتفاقيات ومذكرتي تفاهم حول تنفيذ مشاريع التنمية بجهة العيون الساقية الحمراء.
ويتعلق الأمر باتفاقيتي شراكة لتطوير وتسويق وإدارة المجمع الصناعي واللوجستي لمدينة المرسى (25 كلم جنوب مدينة العيون)، واتفاقية إطار لإحداث فضاء للتكوين، بالإضافة إلى مذكرتي تفاهم لتطوير برامج الإدماج المهني في المهن الرقمية.
ويرتقب بحلول عام 2021 أن يبلغ الاستثمار في العيون 49 مليار درهم، مما يضاعف معدل نمو الاقتصاد بـ8 بالمائة، حسب حمدي ولد رشيد، رئيس جهة العيون الساقية الحمراء.
وتندرج الاتفاقيات المتعلقة بتطوير وتسويق تسيير المجمع الصناعي واللوجستي بالمرسى في إطار عقد البرنامج الخاص بالنموذج الجديد للتنمية بالأقاليم الجنوبية، خاصة المحور المتعلق بالتجارة الخارجية ودعم التصدير. وسيمكن مشروع المحطة الصناعية واللوجستية لمدينة المرسى من تعزيز التجارة المغربية مع السوق الفرنسي والأسواق العالمية، والرفع من القدرات الصناعية والتصديرية لجهة العيون الساقية الحمراء، خاصة فيما يتعلق بالمنتجات السمكية والفوسفاط.
وستكون الغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة بالمغرب ملزمة، حسب ديباجة الاتفاقيتين، بتنفيذ مشروعين رئيسيين، أحدهما منطقة صناعية من الجيل الجديد، تصل مساحتها إلى 40 هكتارا بمدينة المرسى، التي لا تبعد عن العيون إلا بحوالي 20 كلم.
ومن المرتقب أن تدخل الغرفة غمار تكوين الكفاءات البشرية في الصحراء المغربية، من خلال إنشاء مجمع يضم المدرسة الفرنسية لإدارة الأعمال، "كلاستر الغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة بالمغرب" كحاضنة للمقاولات الناشئة، إلى جانب مركز للتكوين المهني المستمر، سيكون لفائدة شباب المنطقة.
وفِي هذا السياق، أكد فيليب إديرن كلين، رئيس الغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة بالمغرب، أن "المغرب أصبح يمثل شريكا استثنائيا للجمهورية الفرنسية، على اعتبار أنه يمثل قطبا مثاليا وبوابة نحو القارة الإفريقية بالنظر إلى المشاريع الاستثمارية التي أطلقت، ومشاريع البنيات التحتية التي نفذت برسم النموذج التنموي". وأضاف في تصريح لهسبريس أن "منطقة العيون باتت تغري عددا هائلا من المستثمرين الفرنسيين بسبب التسهيلات الموجودة على المستويين الإداري والقانوني وكذا الموارد البشرية المؤهلة".
وقال المسؤول الفرنسي إن "الجمهورية الخامسة ستستثمر في حوالي 40 هكتارا من الأراضي الموجودة في منطقة المرسى الصناعية، التي أصبحت تضم منشآت صناعية كبيرة تغري المنعشين الاقتصاديين".
فيما أعرب رجل أعمال فرنسي من أصول مغربية يقود شركة متخصصة في التأمين بباريس عن اندهاشه بخصوص "البنية التحتية التي باتت تتوفر عليها مدينة العيون، خاصة بعد إحداث عدد من المناطق الصناعية متعددة التخصصات"، مشيرا إلى أن "من نتائج الملتقى تثمين التعاون بين باريس والرباط للدفع أكثر بالشراكة الاقتصادية الى مستويات عالية".
جدير بالذكر أن المنتدى يعقد بشراكة مع العديد من الفاعلين والمتدخلين الاقتصاديين، المحليين والدوليين، وفي مقدمتهم وزارة التجارة والصناعة والاقتصاد الرقمي، وغرفة التجارة والصناعة الفرنسية، بالإضافة إلى الجمعية المغربية للمصدرين، وصندوق الإيداع والتدبير، والبنك المغربي للتجارة الخارجية إفريقيا، والبنك الشعبي، والبنك المغربي للتجارة والصناعة، والشركة العامة، وشركة فوسبوكراع، والمديرية العامة للجماعات المحلية بوزارة الداخلية، ووكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات الخارجية.
وشكل برنامج المنتدى فرصة لجهة العيون الساقية الحمراء لعرض مخطط التنمية الجهوية. وتميز هذا الحدث بالغنى والتنوع، إذ تضمن ندوات موضوعاتية وموائد مستديرة وورشات عمل بين الفاعلين الاقتصاديين وزيارات ميدانية، بالإضافة إلى اجتماعات لتعزيز التشبيك.
وبفضل عقد البرنامج الملكي الطموح للفترة 2021-2015 توفر جهة العيون الساقية الحمراء إمكانات متعددة للاستثمارات أو الشراكات أو التبادلات التجارية. كما تعمل على إنجاز بنيات تحتية بمعايير دولية لتكريس مكانتها كقطب إفريقي محوري متميز.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع
تعليقات الزوّار (0)
أضف تعليقك