ساعة 24
كاريكاتير وصورة
الأكورة
قيم هذا المقال
بعد التمديد له ،هل والي كليميم سيعيد النظر في تدبيره للجهة أم انه سيستقوى على الغلابة والمهمشين..... ؟

لايزال ملف الانعاش الوطني بكليميم ، يتخبط بمجموعة من الاختلالات بسبب اعتماد استراتيجة سلبية في معالجة هذا الملف الاجتماعي الذي يعتبر جمرة تلتهب نيرانه في كل مرة بسبب الحلول و القرارات المتسرعة التي لم تراعي جيدا الوضعية الاجتماعية والاقتصادية التي تمر بها المنطقة بسبب لهيب الاحتجاجات الإحتجاجية الذي ينذر بانفجار وشيك .
فمنذ قدوم والي الجهة محمد ناجم ابهي الذي عقدت عليه الامال والتطلعات، و انتظر منه الجميع الانكباب على كيفية ايجاد حلول بديلة لوضعية الاقليم، الذي يعيش تحت وطأة الفقر والبؤس الاجتماعي بفعل ماض سيء سبب في تكريس الوضعية الهشة التي توجد فيها بوابة الصحراء منذ سنوات، الناتج عن ترسيم خارطة غير مدروسة في تدبير النهوض بالاوضاع الاجتماعية، تفتقر الى مرتكزات واضحة المعالم تدفع بالعجلة التنموية بالاقليم ليس كمفهوم "تنمية المشاريع والاستثمارات الحلزونة " و الشعارات الرنانة، وخير دليل على ذالك تدشينه مشاريع تعود للخواص يجهل طبيعتها بل لاتوجد اي ورقة تقنية تحدثنا عن حاملي المشروع ، اضف الى ذالك مصادقته على مشاريع اخر السنة بتدوين بلاغ صادر من المركز الجهوي للاستثمار ينسب الى نفسه الانجازات والمشاريع الاستثمارية كمحطة الطاقة الشمية بالوطية التي نسبها الى نفسه وتحاشى ذكر صاحب المشروع باعتباره هو المساهم الاكبر لكن ماهذا سوى فيض من غيض ، و ليس إلا صورة من صور توريط مؤسسة الوالي في تدشينات ذات طابع خصوصي و مصلحي فردي، لم يطلع عليها مما يدل على عدم درايته بما يدور حوله والاتكال على غيره، مكتفيا بالتأشير عليها بدون معرفة فحوى تلك المشاريع مايضعف مؤسسته امام عموم الناس .
ليس هذا مايهمنا، بقدر ما يهمنا التذكير فقط بما سبق القيام به من اطلاق مشاريع استثمارية حلزونية كوصف لمراجعة الاوراق لاغير، ومن خلال تأزم الوضع الاجتماعي الذي زادت من حدته وساهمت بشكل من الاشكال في رسم صورة مظلمة وسلبية عن المنطقة وكان اخرها مبيت نسوة تحت جحن الظلام اجسادهن مغطات باغطية بلاستيكة ، امام البرلمان بالرباط تعطيك انطباع ان ثورة الغلابة التي على وشك الانفجار في اي لحظة، فنزوح تلك المجموعات الى رباط من اجل المطالبة بارجاع بطائق الانعاش الوطني الخاصة بهم، هي رسالة واضحة الى صناع القرار على ان تعيينكم للوالي ابهي كان قرارا ليس صائبا في هذه الفترة بالضبط والتي تمر منها الجهة والاقليم بوجه خاص ، و هذا ليس تشكيكا في كفاءة المعني وانما بسبب غياب تشخيص دقيق و واضح يقوم على المصالحة العامة مع القضاء على مخلفات الماضي ويضمد جراح هموم المواطنين ولو بالاستماع الى تظلماتهم بشكل مباشر كما اوصى به جلالة الملك نصره الله في اغلب خطبه الملكية السامية ، و التي حث فيها المسؤولين المحليين على التقرب من المواطنين والاستماع لهم وتفقد احوالهم باعتبار ذلك امانة في اعناقهم، و هو عكس ما يقوم به والي جلالته بكلميم خصوصا و انه ينهجة سياسية الحياد السلبي التي ابرزت و برهنت فشلها خصوصا وان الجهة في حاجة ملحة إلى تحريك عجلة التنمية و عجلة الإقتصاد المحلي بشتى انواعه و ذلك لن يتأتى الا باشراك كل المتدخلين بدل الوقوف في صمت و الإكتفاء بمشاهدة و متابعة الأحداث و تنطبيق القرارات المركزية بشكل يلغي كل ما هو جهوي و محلي لنقول في نهاية المطاف ان مفاهيم اللاتمركز و اللامركزية و الجهوية سواء متقدمة او موسعة تنفد و تنزل في كل الجهات باستثناء جهة كلميم وادنون اضافة الى الصمت القاتل و الغياب التام للتواصل في مختلف المستويات، وهذا كنا نبهنا إليه في اكثر من مناسبة من اجل ارجاع الثقة لمؤسسة الوالي، خصوصا و أن سياسة غلق الابواب وعدم تواصله و لو بشكل غير مباشر أو حتى التفكير في احداث مكتب خاص للملفات الاجتماعية يسند مهامها الى رجل سلطة من اجل اعداد بحث عن كل حالة بهدف اعادة الثقة بين المواطن ومؤسسته ، و ذلك فقط بتبني شعار " كم حاجة قضيناها بتركها...."
حالة المواطن بكليميم ، لاتبشر بالخير تكاد تجرف معها سنوات، مما حققته الدولة باعتبارها المستثمر الوحيد بالمنطقة إضافة الى بصمات مسؤولين سابقين اسسو لرابط متين ، كمحدد رئيسي للحفاظ على التوازن و السلم الاجتماعي الذي في كل مرة يشهد إرتجاج بفعل ضعف التسيير و التدبير الذي يتخبط فيه الاقليم و الجهة المترامية الاطراف، وكذا عدم القدرة على وقف زحف افكار وايدلوجيات معادية للوطن يتم استغلالها من جهات معادية بهدف بلوغ مساعييهم لتوسيع قاعدة الفكر الانفصالي واستغلال ضعف صوت" الغلابة " لاغراض العصيان والتمرد و لو على حساب الوطن .
لعل انقاض الخلايا النائمة بكليميم على وجه الخصوص التي تشبه "فوهة البركان"، و الناتجة عن سوء تدبير ملف له من التداعيات السلبية، و ليس في غيره من الملفات، قد تسبب في القادم من الأيام خللا حقيقيا في منطقة وادنون يصعب حله او التدخل فيه باي شكل من الأشكال، و هذا ليس لاننا نزكي اقتصاد الريع او ماشبه لكن مناحى الحياة اليومية للمواطن الوادنوني الذي يعيش بؤوسا وظلما اجتماعيا بفعل تراكمات لايمكن بالسهل استئصالها في ظرف وجيز هي من تبين مثل هذه المؤسرات التي تحدد حقيقة تأويلات و توقعات من هذا القبيل ، وخير شاهد على هو ان المنطقة تعاني من اقتصاد غير مهيكل وبؤس اجتماعي خصوصا و ان القطاع العمومي هو المصدر الاول للدخل الفردي للمواطن وان نسب البطالة فاقت نسب وطنية ، حيث تعيش الجهة تقهقرا سياسيا بسبب نخبها التي لايهمها سوى مراكمة رقم مالي في اخر ولايتها.
جميل ان تكون للمسؤول شجاعة في معالجة الملفات الاجتماعية خصوصا منها ملفات حساسة من قبيل الانعاش الوطني لكن يجب ان يكون مضطلعا جيدا و بشكل دقيق على الوضع الكارثي الذي تركه اسلافه فلا يمكن ان يعالج في سنة او سنتين ملف من اصعب الملفات الاجتماعية نتيجة تراكمات تعود لاكثر من 20 سنة .
إذا مرت سنة وستة اشهر على تولي محمد ناجم ابهي مقاليد السلطة للجهة وهي تعيش مخاض عسير بسبب صراعات وتجاذبات اضاع منها الكثير في مواصلة التنمية ، و بالرغم من دخول السنة الجديدة لاتزال الاحتجاجات متواصلة في مختلف المناسبات بين الفينة و الأخرى لبعض الفئات سواء المعطلين او فئات المقصيين من الانعاش الوطني الذي يطالبون بانصافهم واسترجاع ما سلب منهم تحت تبريرات غير موضوعية.
حيث أصبح يعيش محيط ولاية كليميم الذي أمام رباط من تشكيلات مختلفة للاجهزة الامنية تقف وجها لوجه امام هذه المجموعات باختلاف مطالبها، في وقت ووصلت فيه الاحتجاح سنتها الرابعة تقريبا و تجاوز الامر بوابة الولاية لتنتقل عدوى الاحتجاج الى مرافق عمومية اخرى وتضاعفت وثيرتها وفي كل اسبوع تصدح معه اصوات الغلابة من وقت الى اخرلعل احد يسمعها.
فحماسة الوالي الزائدة في معالجته لملف الانعاش الوطني هو في حد ذاته تحدي لنفسه اولا بسبب تسرعه وتحمسه وثقته بنفسه التي اضاعت عليه الفهم الصحيح، نتيجة اعتماده و اعماله نصيحة مقربيه اللذين لايهمهم سوى الحفاظ على مصالحهم الخاصة .
وفي ظل هذا وذاك ظلت ساكنة كليميم تعقد امآلا كبيرة على تعيين ابن الدار واليا عليهم منتظرين منه ان يكون القادر على طي صفحة الماضي المظلم وارجاع هيبة الدولة في شخص مؤسسة الوالي التي اضعفت باحدى دورات مجلس كليميم وادنون والتي اشتهرت بدورة "البيض والطماطم "، في وقت صدموا فيه بمعالجة تقليدية لملفات ضخمة، لا ترتكز على اي اساس سوى لعب لعبة الغميضة مع الجميع .
كما لايخفى على الجميع بعد اقتراب نهاية كل شهر تتجمهر نسوة تطالب بارجاع مستحقاتهن التي سلبت منهن بشكل تعسغي حسب تعبيرهم ، والتي يجهلن لماذا سلب منهن هذا الحق الذي كن يتقاضينه لاكثر من عشرين سنة وبلمحت بصر يشطب عليهم من قائمة المستفدين بمبررات غير مقنعة ماعساهم فاعلين سوى الاحتجاج بشتى الطرق ، و لن يكون بذلك من السهل مستقبلا احتواء هذه الاحتحاجات مهما يكن مصدرها او شكلها بسبب تبني قرارات تؤكد لك انها تفتقد الى الحكمة والتبصر .
و من اجل رفع اللبس يتساءل دائما المتتبع للشأن المحلي عن العدد الاجمالي لبطائق الانعاش التي يقال عنها انها استردت بعدما ثبت ان المستفيدين منها كانت تربطهم علاقات بانفصالي داخل ويعادي القضية الوطنية في بعض الحالات و قيل ان البعض الأخر لا يستقها بحكم ان يتوفر على مورد مالي او ميسور الحال في حين ان ما تبث هو عكس ذلك، و اذا كانت فعلا استردت لما لاتوزع على غلابة القوم بعد القيام ببحث اجتماعي شفاف ونزيه يسند الى رؤوساء الملحقات الادارية ، ام انها قدمت هدايا ومنافع في اطار صلة الدم والقرابة ؟
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع
أضف تعليقك